بعد وقوع حادثين في أسبوع واحد.. كيف تنهار الأسانسيرات في مصر؟
شهدت الأيام الماضية ظاهرة جديدة على الشارع المصري وهي انتشار حوادث وقوع الأسانسيرات وانهيارها في عدد من الجامعات المصرية الحكومية فلم تمضِ سوى أيام قليلة على الحادث الأليم الذي أودى بحياة 7 أشخاص في وقوع "أسانسير" بمستشفي بنها التعليمي حتى وقع البارحة الأول حادث وقوع أسانسير آخر في نفس الأسبوع بفندق جامعة بني سويف خلال استقلال 9 لاعبين للأسانسير وهي حمولة تزيد على سعة الأسانسير بكثير.
وقوع أسانسير جامعة بني سويف
اخبر "منصور حسن" رئيس جامعة بنى سويف، إن إدارة الجامعة أمرت بفتح تحقيق موسع لمعرفة أسباب واقعة وقوع أسانسير بفندق الجامعة خلال استقلال 9 أشخاص للأسانسير بسبب قطع في الواير، مؤكدا سلامة جميع الركاب ولا توجد سوى عدد الإصابات الخفيفة، حيث إن الواقعة لم تستغرق إلا وقتا قليلا جدا يتراوح ما بين 10 و12 دقيقة.
وتابع "حسن" أن الشهادات الأولية تشير إلى أن الركاب وهم "لاعبون" هم من أصروا على النزول بكاملهم في الأسانسير وهذه حمولة تزيد على السعة الاستيعابية للأسانسيرالذي لا يستوعب سوى خمسة أشخاص ولكن الـ9 لاعبين أصروا على النزول دفعة واحدة رغم تحذيرات العامل.
وشدد "حسن" على أنه قد وجه تعليماته لجميع الكليات بالجامعة والمباني التابعة لجامعة بني سويف بضرورة صيانة كل الأسانسيرات الموجودة بالجامعة وعمل صيانة بصفة دورية لها والتأكد من مطابقتها لجميع مواصفات الأمان الخاصة "بالأسانسير" وتوفير عامل لكل أسانسير لضمان عدم تكرار حادث مستشفى جامعة بنها.
اخبر "هانى فوزى" استشاري المصاعد والتحريك الكهربى، إن قانون البناء الموحد ولائحته التنفيذية ينصان على أن يكون للمصعد جهة صنع محددة ومعلومة، بحيث يخرج المصعد منها كمنتج متكامل وله شهادات اختبار جودة وصلاحية لجميع مكوناته علي الرغم من أجهزة ووسائل الأمان ولابد أن يكون مطابق للمواصفات العالمية للأمان.
وتابع "فوزي" يجب أن يقتصر دور شركات المصاعد على التركيب والتشغيل فقط، وليس التصنيع أو التجميع كما يحدث حاليا حيث تقوم الشركات بشراء الماكينة من السوق المحلية، ومن ثم تقوم بتجميع الكنترول بنفسها، وهو أمر محظور، ثم يتم شراء كابينة المصعد من إحدى الورش، أو المصانع، وهى بالطبع أى الورش أو المصانع ليس لديها شهادات اختبار أو جودة، ولا مانع طبعا من استعمال مكونات من مصانع بير السلم، ثم يتم تجميع مكونات المصعد، وتكون النتيجة تركيب مصعد ردىء، وغير آمن، وغير مطابق للمواصفات، ولا يتطابق مع الكود المصرى للمصاعد، ولا مع أصول الصناعة، والمواصفات القياسية المحلية أو العالمية لتصنيع المصاعد.
معظم المصاعد انتهى عمرها الافتراضي
اخبر المهندس "صبري عمار" متخصص الصيانة بإحدى شركات المصاعد، إن الخطأ البشري في حوادث المصاعد نسبته ضعيفة للغاية، وأن معظم كوارث المصاعد ترجع إلى القطع المفاجئ فى الأسلاك، وتحبط المصعد أمام الحوائط بين الأدوار، وتعطل أبواب الكابينة، إضافة إلى غياب الصيانة، وجميع حوادث المصاعد "الأسانسيرات" ترجع إلى الأسباب الفنية نتيجة غياب الصيانة الدورية لها.
وأكمل "عمار" أن صيانة معظم المصاعد حاليا تكون محدودة، وتعتمد على تبديل قطع الغيار، رغم أن معظم المصاعد قد انتهى عمرها الافتراضي، إضافة إلى افتقادها لمعايير الأمان والسلامة، ولو حتى الحد الأدنى منها.
وشدد عمار عل أهمية بئر المصعد، الذي يجب أن يكون محاطا بجدران وأرضية وسقف، وأن يكون متوافرا به ما يسمى بـ"البراشوت"، الذي تكون مهمته إيقاف المصعد في مكانه عند سقوطه، ومن ثم يتيح إمكانية الحفاظ على أرواح من بداخله وإخراجهم منه بسلام.
وعلي مدارالشهرين الماضيين شهدت مـصـر 5 حوادث مأساوية للأسانسيرات أودت بحياة 11 شخصا كان آخرها حادث بنها والذي أودى بحياة 7 أشخاص إثر وقوع أسانسير مستشفى بنها الجامعى من الطابق السابع.
وفي 23 ينايرالماضي لقى طفل في محافظة بورسعيد مصرعه، نتيجة وقوع المصعد الكهربائي وكان الدكتور عادل تعيلب، وكيل وزارة الصحة ببورسعيد تلقي خبر موت "محمود أحمد عبدالرحمن" 11 عامًا للمستشفى، نتيجة وقوع المصعد الكهربائي، الذي كان يستقله بعمارة "المساجرية".
وفي ديسمبر الماضي لقى طفل مصرعه إثر سقوطه من مصعد المنزل، الذى يقيم فيه بالطابق السادس بمدينة طلخا في محافظة الدقهلية لعدم وجود باب للمصعد ما أدى إلى وفاته، وتلقى اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية إخطارا بورود بلاغ لمركز شرطة طلخا من مستشفى طلخا المركزى، بوصول "آدم.ع.م" (3 سنوات)، مقيم طرف أسرته ببندر طلخا، جثة هامدة.
وشهدت مدينة طلخا قبلها بأسبوع مصرع طفل بمجمع للأيتام، سقط من الأسانسير من الدور العاشر إلى الدور الأرضي، وبانتقال رجال المباحث لمكان البلاغ، تبين أن المتوفى يدعى عبدالله أحمد إبراهيم موسى 15 عاما، وبسؤال أحد مرافقيه.
وفي 11 ديسمبر من العام الماضي، لقى موظف مصرعه، حيث انزلقت قدمه خلال محاولته الخروج من مصعد العقار الذى يقيم به ببولاق الدكرور بالجيزة، مما اظهر عن سقوطه ومصرعه.
أنبأ أن النائب العام المستشار نبيل صادق أمر بضبط وإحضار المسئولين المختصين بصيانة المصاعد المتواجده بمستشفى بنها التعليمى، وذلك على خلفية وقوع المصعد الخاص بها والذى نتج عنه موت 7 أشخاص وإصابة آخر.
واضاف النائب العام إن النيابة العامة انتقلت إلى موقع الحادث، لإجراء المعاينة اللازمة للتوصل إلى كيفية وقوع الحادث، وتبين أن حمولة المصعد 1000 كيلو ومصرح بركوب 10 أشخاص، وأن الحادث وقع نتيجة قطع أحد الأوتار المسئولة عن اعلي المصعد فضلا عن عدم تركيب جهاز منع وقوع المصعد المسمى"باراشوت" بطريقة صحيحة.
وباشرت النيابة العامة التحقيقات، باستجواب مسؤولى مستشفى بنها التعليمى، وأمرت بحبس مدير الشركة المختصة، بصيانة مصاعد المستشفى، على ذمة التحقيقات، كما أمرت بضبط وإحضار باقي المسؤولين المختصين بصيانة المصاعد.
ويتكون المصعد من أجزاء عديدة أولها ماكينة المصعد MACHINE، وهى تمثل الجزء الأساسى الإلكتروميكانيكي، المحرك لباقى أجزاء المصعد، والذى يشتمل المحرك الكهربائي والمسـنـنـات لمصاعد السـحب أو المضخة للمصاعد الهيدروليكية، ثم البراشـوت SPEED GOVERNOR، وهو الجهاز الميكانيكي الذى يراقب سـرعـة سـير الصاعدة ويقوم بتـشـغيل جهاز الأمان داخل إطار الصاعدة بصورة أوتوماتيكية فور حصول أية سـرعة زائدة عن المسـموح بها يكون هذا الجهاز حائزًا على شهادة حسن تصنيع وأداء.
ومن المكونات ايضًا "بلوك الأمـان الفـورى" INSTANTANEOUS SAFETY BLOCK، وهو جهاز ميكانيكي يتم تركيبه على هيكل الصاعدة، يقوم بتوقيف طارئ فورى للصاعدة "أو لثـقـل الموازنة" وتـثـبـيتها مع السـكك RAILS بشـكل متين وغـير مؤذٍ للركـاب الموجودين داخل المصاعد، وذلك للمصاعد التى تعـادل أو تـقـل سـرعتها عن 0.63 متر بالثانية. يكون هذا الجهاز حائزًا على شهادة حسن تصنيع وأداء.
ثم أقفال الأبواب DOOR LOCKS وهو جهاز كهروميكانيكي يثـبـت فى إطار الأبواب الخارجية يؤمن عدم إمكانية فـتح باب المصعد إلا فى حال وجود الصاعدة بمحاذاة المسـتوى المراد الدخـول إليه هذا القفل يكون حائزًا على شهادة حسن تصنيع وأداء، ومزلاج أقفال الأبواب المفصلية LOCKER PIECE OF DOOR LOCKS ويعمل على إغلاق الباب المفصلى بإحكام، ثم جرس الطوارئ EMERGENCY ALARM والذى يثبت إما على سطح الصاعدة أو بالقرب من باب المحطة الرئيسية للمصعد، يعمل على البطارية تكون تغذيته دائمة خلال وجود التيار الكهربائي ولمدة لا تقل عن 30 دقيقة عند انقطاع التيار ويستعمل هذا الجرس فى حالات الطوارئ من قبل أى شخص محجوز داخل المصعد.
