تعتبر مصر من أعلى 10 دول في العالم في حوادث الطرق وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية ، فبينما يتراوح المعدل العالمي لضحايا حوادث الطرق لكل 10 آلاف مركبة ما بين 10 و12 شخصًا، فإنه يصل في مصر إلى 25 شخصًا، أي ضعف المعدل العالمي وهو ما دفع محمد أبو زيد إلى تصميم واختراع " الجهاز الترددي " للحد من حوادث الطرق خاصة عند المنحنيات الخطرة والكباري والطرق السريعة والأنفاق .
وفي هذا الحوار الذي أجرته معه (بوابة ماسبيرو) نتعرف من مخترع الجهاز على أهمية الجهاز لحماية وسلامة المواطنين وماذا ينقصه لتنفيذ وتعميم الاختراع.
في البداية أوضح محمد أبو زيد مصمم ومخترع الجهاز الترددي أن اختراعه حاز على براءة الاختراع من وزارة البحث العلمي كما أنه حاصل على موافقة هيئة الطرق والكباري وكل ما ينقصه هو التمويل والدعم المالي حتى يرى النور ويتم تنفيذه على أرض الواقع.
وقال إن الجهاز يبلغ طوله من أربعة إلى ثمانية أمتار ويتم وضعه عند المنحنيات وتركيبه في نقطة تسمى "بلاك بوينت" ويقوم بتحديدها المهندسون الاستشاريون وهي النقطة التي تحدث عندها حوادث الطرق سواء على الكباري،أوالطرق أوالأنفاق.
هل يستلزم ذلك إجراء بعض التغييرات في البنية التحتية للطرق والكباري لوضع الجهاز في المكان المناسب له ؟
لا إطلاقا كل ما يتطلبه الأمر هو إزالة المصدات الأسمنتية ووضع الجهاز الترددي مكانها وهو عبارة عن مصدات كاوتشوك تكون في موازاة الطريق ، وهو ما يحمي السيارة ومن بداخلها من أفراد أو عليها من البضائع من أن تسقط من أعلى الكوبري على المشاة أسفله ،والجهاز يحمي من حوادث كثيرة مثل تلك التي تحدث أيضًا بسبب الشبورة والسرعة الجنونية للقيادة فالجهاز يقوم بحماية المواطنين من المنحنيات الخطرة بالطرق والكباري ويهدف بالدرجة الأولى إلى سلامة المواطن ،ويمكن محاكاة الفكرة والقيام بأي تعديل إذا تطلب الأمر ذلك سواء على الكباري أو الطرق السريعة أوالأنفاق .
كيف كانت رحلتك للحصول على الموافقة على الاختراع الجديد؟
بداية التفكير في هذا المشروع كانت عام 2010 ثم بدأت أطرح الفكرة على جهات كثيرة وتم تشكيل لجان مختصة لتقييم المشروع وتمت الموافقة عليه من قبل هيئة الطرق والكباري وعمل التجارب في بعض الطرق وتركيب الجهاز في كوبري قنا الجديد ومنحنيات طريق العين السخنة جهة البحر ولكن ما ينقص تنفيذ تلك الخطوات هو التمويل المالي للمشروع والذي ينتظر أن ينفذ بجميع المحافظات.
وقد لا يعرف الكثيرون أن هناك إحصائيات رسمية بأن حوالي 12 ألف قتيل و60 ألف مصاب سنوياً في مصر بسبب حوادث الطرق وحوالي 1200 حالة وفاة من هولاء الضحايا تكون بسبب حوادث المنحنيات ، وهنا تكمن أهمية هذا الجهاز ففي استطاعته تقليل حوادث المنحنيات بالطرق والكباري إلى 70%.
ما هى الآلية التي يعتمد عليها هذا الاختراع ؟
- الجهاز يعمل بخاصية الهيدروليك وهو نظام ذو حماية عالية حيث يمتص الصدمة الأولى للسيارة عند اصطدامها به لأنه مصنع من مادة الكاوتشوك وعند الاصطدام يحدث ضغط ويعمل عكس اتجاه السيارة حتى يقلل من سرعتها ويقوم بتوجيهها لنهر الطريق مرة أخرى، ما يؤدي إلى تقليل الخسائر التي تصيب السيارة وبالتالي التعويضات من قبل شركات التأمين سوف تكون أقل من المتوقع.
إلى أي مدى تصل قوة الجهاز؟
قوة الجهازتصل لدرجة حماية سيارة نقل كبيرة محملة بحوالي 40 طن كما أنه يعمل بالحساسات داخل المدينة أما خارجها وخاصة في الطرق الصحراوية فهناك بدائل للكهرباء لتشغيله عن طريق أنابيب خاصة ، وقد خصصت هيئة الطرق والكباري قطعة أرض لعمل التجارب على هذا المشروع ولكنها تحتاج إلى تمويل كبيرومجموعة عمل من المهندسين في هذه الأرض التي تقع في منطقة غير آهلة بالسكان.
كيف يساهم هذا الاختراع في تحسين الحالة الاقتصادية لمصر عند تطبيقه؟
إن تطبيق هذاالجهاز يجعله مشروعًا قوميًا وله تأثير على الاقتصاد المصري فمن شأنه أن يخفف العبء على وزارة الصحة والتأمينات، حيث إن المصابين في حوادث الطرق يتم علاجهم من قبل وزارة الصحة والتي تدفع لهم التأمين للعلاج كما أن له تأثيرًا على السياحة أيضاً، فإن سلامة الطرق وتأمينها يساعد على شعور السائح بالأمن والسلامة وقد تمت مخاطبة الهيئات الحكومية المعنية للاهتمام بتمويل هذا المشروع الضخم كما أن هذا الاختراع يمكن تصنيعه في المصانع التابعة للدولة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وأتمنى أن يتم تنفيذه في مصر أولًا قبل أية دولة أخرى.
وتابع أبو زيد بقوله إن هذا الجهاز يحمي السفن العملاقة من الاصطدام برصيف الميناء عندما ترسو بها، حيث يتم وضعه بمحازاة رصيف الموانيء لحماية السفينة وتقليل الأضرار الناجمة عن تعرضها للاصطدام برصيف الميناء وقد تم تعديل الجهاز الترددي لتفادي حوادث المزلقانات أيضاُ.
