السبت، 13 سبتمبر 2025

دور المشرف في بناء ثقافة السلامة القيادة بالقدوة والتواصل الفعال

 



دور المشرف في بناء ثقافة السلامة القيادة بالقدوة والتواصل الفعال

في أي بيئة عمل، سواء كانت مصنعًا يعج بالآلات أو موقع بناء شاهق أو حتى مكتبًا هادئًا، تظل سلامة الموظفين هي حجر الزاوية الذي يضمن استمرارية الإنتاج ويحافظ على أغلى أصول أي مؤسسة: مواردها البشرية.

 إن تحقيق بيئة عمل آمنة لا يعتمد فقط على وجود مجموعة من القوانين واللوائح، بل يتطلب بناء "ثقافة" راسخة تضع السلامة في مقدمة أولوياتها. وفي قلب هذه الثقافة، يقف المشرف كعنصر أساسي ومحوري، حيث يقع على عاتقه تحويل المبادئ إلى ممارسات يومية من خلال منهجين أساسيين: القيادة بالقدوة، والتواصل الفعال.

القيادة بالقدوة: الأفعال أبلغ من الأقوال

إن التزام المشرف الشخصي بمعايير السلامة هو الرسالة الأقوى التي يمكن أن يوجهها لفريقه. فالعمال يراقبون قادتهم باستمرار، وعندما يرون مشرفهم يلتزم شخصيًا وبشكل دائم بارتداء معدات السلامة الشخصية المناسبة، ويتبع كافة البروتوكولات والإجراءات الوقائية دون أي تهاون، فإنهم يدركون أن هذه القواعد ليست مجرد شكليات، بل هي معيار أساسي للعمل لا يمكن المساومة عليه.

هذا السلوك يضع معيارًا واضحًا يتبعه الجميع. فالقيادة بالقدوة تبني المصداقية وتزيل أي شكوك حول أهمية إجراءات السلامة. 

فعندما يرى أعضاء الفريق أن قائدهم يتعامل مع السلامة بجدية مطلقة، يصبح من الطبيعي بالنسبة لهم أن يحذوا حذوه، مما يخلق تأثيرًا إيجابيًا يرسخ السلوكيات الآمنة ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من روتين العمل اليومي.

التواصل الفعال: بناء جسور من الثقة والوعي

إذا كانت القيادة بالقدوة تضع الأساس، فإن التواصل الفعال هو الذي يبني عليه ويعززه. لا يمكن لثقافة السلامة أن تنمو في بيئة يسودها الصمت؛ بل يجب على المشرفين أن يجعلوا الحوار حول السلامة جزءًا ثابتًا ومفتوحًا في تفاعلهم مع الفريق. 

هذا يعني التحدث بصراحة عن كل ما يتعلق بالسلامة، سواء كان ذلك للاحتفاء بالإنجازات والالتزام بالمعايير، أو لمناقشة التحديات والسلبيات بشفافية.

عندما تظهر مشكلة تتعلق بالسلامة، يجب على المشرف ألا يتجاهلها أو يقلل من شأنها، بل عليه مناقشتها بشكل جماعي مع الفريق، والاستماع إلى آرائهم، والعمل معًا للوصول إلى حلول فعالة. 

هذا النهج التشاركي لا يحل المشكلة فحسب، بل يعزز أيضًا شعور الموظفين بالمسؤولية المشتركة تجاه سلامتهم وسلامة زملائهم.

وتعتبر اجتماعات السلامة الدورية والدورات التدريبية المنتظمة أدوات حيوية في هذا السياق. فهي ليست مجرد مناسبات لتلقين التعليمات، بل هي منصات لتجديد المعلومات، ومشاركة الدروس المستفادة من الحوادث أو الحالات الوشيكة، والتأكد من أن الجميع على دراية بأحدث الممارسات والمخاطر المحتملة.

 إن هذا التواصل المستمر يبقي السلامة في صدارة اهتمامات الجميع ويضمن تركيز الجهود نحو بيئة عمل خالية من المخاطر.

في الختام، يمثل المشرف الناجح القائد الذي يجمع بين قوة الفعل ووضوح الكلمة.

 فمن خلال تجسيد الالتزام بالسلامة في سلوكه اليومي، وفتح قنوات تواصل صادقة ومستمرة مع فريقه، يمكنه أن يحول مكان العمل من مجرد مكان تُطبق فيه القواعد إلى بيئة تتنفس ثقافة السلامة، ويشعر فيها كل فرد بأنه جزء من منظومة متكاملة تعمل على حمايته وتقديره.

دور المشرف في بناء ثقافة السلامة القيادة بالقدوة والتواصل الفعال

  دور المشرف في بناء ثقافة السلامة القيادة بالقدوة والتواصل الفعال في أي بيئة عمل، سواء كانت مصنعًا يعج بالآلات أو موقع بناء شاهق أو حتى مكت...