الأربعاء، 5 نوفمبر 2025

حريق في محرك سفينة سياحية يتسبب في إصابة وتعويضات بقيمة 2.4 مليون دولار

 


حريق في محرك سفينة سياحية يتسبب في إصابة وتعويضات بقيمة 2.4 مليون دولار

أشاد بالتحرك السريع لطاقم العمل بعد منع انتشار الحريق "مما أدى في النهاية إلى إخماده ذاتيًا".

تُشكّل الحرائق مصدر قلق كبير للسفن، التي تقضي معظم وقتها بعيدًا عن نطاق المساعدة. يجب على السفن إحضار معدات مكافحة الحرائق معها، ويجب تدريب طاقمها، بالإضافة إلى كل شيء آخر، ليكونوا رجال إطفاء.

في السنوات الأخيرة، ثبت مرارًا أن المعدات والتدريب غير كافيين لأداء المهمة، حيث أودت الحرائق بحياة الكثيرين على متن سفن نقل السيارات والحاويات. ولكن في إحدى الحالات، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أنقذت جهود طاقم سفينة الركاب " أوشن نافيجيتور" أرواحًا كثيرة بلا شك.

بُنيت سفينة "أوشن نافيجيتور" في فلوريدا عام ٢٠٠٤، وهي تنقل الركاب في رحلات بحرية خلابة على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة وكندا. في ١٨ أكتوبر ٢٠٢٣، كانت السفينة قد أتمت ثمانية أيام من رحلة مدتها عشرة أيام، بعد أن انطلقت من مونتريال وتوقفت في مدن كيبيك وشارلوت تاون وهاليفاكس دون أي مشاكل. عند وصولها إلى بورتلاند وبدء مناورات الميناء حوالي الساعة الخامسة صباحًا، انطلق إنذار في أحد مولدي الطاقة المساعدين من طراز كاتربيلر ٣٥١٦بي على متن السفينة، مُشيرًا إلى أنه يعمل بجهد كبير لتوليد الطاقة اللازمة لمحركات الدفع الخاصة بالسفينة، وأنه يعمل بسخونة.

واصل المهندسون تشغيل المحرك أثناء رسوّ السفينة في ميناء بورتلاند، حيث أُوقفت محركات الدفع الرئيسية اليمنى واليسرى ودافعات المناورة. لاحظ الطاقم أن عوادم الضفة اليسرى واليمنى تُصدر إنذارات ارتفاع درجة الحرارة على المحرك المساعد رقم 1، فأوقفوا المحرك، تاركين المحرك رقم 2 للتعامل مع حمولة السفينة.

مع 40% فقط من طاقة المحرك المطلوبة، كان من المفترض أن يكون أكثر من كافٍ. ولكن عندما دخل الطاقم غرفة المحركات لإجراء صيانة على المحرك المساعد رقم 1، كان زيت التشحيم ينبعث من علبة المرافق للمحرك رقم 2. لاحظ أحد المهندسين أن أحد البراغي يدور تلقائيًا وأن المحرك كان يهتز. وبينما كانوا يحاولون إحكام ربط البرغي، انفجر المحرك، مرسلًا وابلًا من اللهب عبر غرفة المحركات، مشعلًا الزيت المسكوب. على سطح السفينة رقم 3، لاحظ القبطان اهتزاز السفينة، وانبعاث دخان أسود من القمع.

بعد ست ثوانٍ، في الساعة 07:10:12، توقف المولد الكهربائي عن العمل بسبب انخفاض ضغط زيت التشحيم، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على مستوى السفينة حتى بدأ تشغيل مولد الطوارئ. أطلق المهندس الثالث إنذار الحريق وركض مع زميله إلى غرفة التحكم في المحركات (ECR)، حيث لاحظ اشتعال النيران في بذلاته. أطفأ الاثنان النار على زميله، ثم أسرعا إلى مركز الإسعاف.

في الساعة 7:13 صباحًا، بثّ القبطان رسالةً مشفرةً إلى الطاقم عبر نظام الصوت العام. ارتدى الطاقم معدات الحماية وتوجهوا إلى غرفة المحركات، وأغلقوا صمامات تغذية الوقود ومراوح التهوية ومخمدات الحريق والأبواب المانعة لتسرب الماء. ثم أصدر القبطان الأمر بالإخلاء، وصعد الركاب إلى رصيف الميناء مع وصول رجال إطفاء بورتلاند في الساعة 7:30 صباحًا.

بعد عشر دقائق، أُخمد الحريق في غرفة المحركات، إلا أن الدخان الأسود ظلّ يتصاعد. وخلص تقييم الأضرار، كما هو متوقع، إلى أن المحرك رقم 2 كان معطلاً، ولكن ما يثير الرعب في النفس هو أن أحد مكوناته، وهو قضيب توصيل، أحدث ثقبًا في كتلة المحرك أثناء قذفه نحو المحرك رقم 1 المجاور.

التآكل المفرط واستهلاك الزيت

أظهر الفحص اللاحق للمحرك المساعد رقم 2 تآكلًا مفرطًا في منطقة العمود المرفقي حيث تم توصيل قضيب القذف، وهو "فشل كلاسيكي لمهندسي المحركات"، وفقًا لمدير الشؤون الفنية والسياسات في IMarEST، ألاستير ويشارت.

أشار التحليل إلى أن استهلاك زيت تشحيم المولد كان مفرطًا، إذ بلغ 42 جالونًا (159 لترًا) خلال شهرين، مقارنةً بـ 5 جالونات فقط (19 لترًا) للمولد المساعد رقم 1. علاوة على ذلك، ظل فلتر زيت تشحيم المحرك يعمل لمدة 3329 ساعة، أي ثلاثة أضعاف المدة المحددة من قِبل الشركة المصنعة وهي 1000 ساعة.

في مرحلة ما، كان يُعتقد أن الحطام قد دخل نظام زيت التشحيم، مما أدى إلى تآكل أسطح مجموعة قضيب التوصيل والمحامل حتى توقف في النهاية، وتأرجح حول العمود المرفقي الذي لا يزال يدور حتى انكسرت الشظايا وتحطمت في مكونات أخرى.

لذلك، يُرجَّح أن تكون الحطام المتراكم في نظام زيت التشحيم للمحرك المساعد رقم 2 قد تسبب في الضرر الكارثي للمحرك، وفقًا لتقرير المجلس الوطني لسلامة النقل. «نتيجةً لتمزق الكتلة، تسرب زيت التشحيم الساخن والمتطاير عبر أغطية الفحص التالفة، ما أدى إلى اشتعال المكونات الساخنة داخل المحرك».

أشار المجلس الوطني لسلامة النقل إلى أن "التحرك السريع" لتأمين تهوية غرفة المحركات من قبل الطاقم ساعد في إخماد الحريق ومنع انتشاره. وبينما بلغت الأضرار 2.4 مليون دولار، فإن الإجراءات السريعة لاحتواء الحريق وإخلاء السفينة حالت دون وقوع خسائر فادحة في الأرواح.


الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

ختام دورة الشخص المختص لفحص وتركيب السقالات أكتوبر 2025

 تم بحمد الله وفضله ختام دورة الشخص المختصر لفحص وتركيب المقالات

تدريب الأشخاص المؤهلين على السقالات

والذي اقيم في الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر 2025 لمهندسي شركة تك للهندسة والمقاولات

 






الأربعاء، 1 أكتوبر 2025

الفرق بين المواصفات الدولية والأكواد الدولية للسلامة والصحة المهنية

 

الفرق بين المواصفات الدولية (Standards) والأكواد الدولية (Codes) للسلامة والصحة المهنية وأهم الجهات الدولية في هذا المجال.


الفرق بين المواصفات الدولية والأكواد الدولية للسلامة والصحة المهنية

في مجال السلامة والصحة المهنية (OSH)، غالباً ما تُستخدم مصطلحات مثل "المواصفات" و "الأكواد" و "اللوائح" بالتبادل، مما يسبب التباساً. على الرغم من أن الهدف النهائي لكل منها هو تعزيز بيئة عمل آمنة وصحية، إلا أن هناك فوارق جوهرية في طبيعتها، قوتها القانونية، وكيفية تطبيقها.


أولاً: المواصفات الدولية للسلامة (International Standards)

المواصفات هي وثائق تحدد المتطلبات، والمواصفات، والإرشادات، أو الخصائص التي يمكن استخدامها باستمرار لضمان أن المواد والمنتجات والعمليات والخدمات ملائمة للغرض.

الخصائص الرئيسية للمواصفات:

  1. الطبيعة: طوعية وغير ملزمة قانونياً بشكل مباشر. تُعد أفضل الممارسات الموصى بها (Best Practices).
  2. الهدف: توفير إطار عمل منهجي لإدارة المخاطر وتحسين الأداء. هي أدوات إدارية تهدف إلى إنشاء نظام داخلي مستدام للسلامة.
  3. المرونة: تتميز بالمرونة العالية، حيث يمكن تطبيقها على أي منظمة بغض النظر عن حجمها أو نوع نشاطها. توفر "ما يجب فعله" دون تحديد "كيفية فعله" بشكل صارم.
  4. أمثلة شهيرة:
    • ISO 45001: المواصفة الدولية الأكثر شهرة لأنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية. هي مواصفة للنظام الإداري وليست تقنية.
    • المواصفات الفنية لمنظمة المعايير الدولية (ISO): مواصفات تتعلق بسلامة منتجات أو أجهزة معينة.

ثانياً: الأكواد الدولية للسلامة (International Codes)

الأكواد (Codes) في سياق السلامة، وخاصة الأكواد الهندسية والبنائية، هي مجموعة من القواعد والأنظمة التفصيلية التي تركز على التصميم والإنشاء والتشغيل الآمن للمنشآت والمعدات.

الخصائص الرئيسية للأكواد:

  1. الطبيعة: أكثر تفصيلاً وتقنية من المواصفات. وعلى الرغم من أنها تُنشر كوثائق طوعية في البيئة الدولية، إلا أنها غالباً ما يتم تبنيها وإدماجها بالكامل ضمن اللوائح والقوانين المحلية (Regulations)، فتصبح ملزمة قانونياً.
  2. الهدف: ضمان الحد الأدنى من مستوى الأمان في التصميم المادي والبنيوي للمنشآت والمعدات. تجيب بصرامة على سؤال "كيفية فعله" فنياً.
  3. التركيز: عادة ما تركز على منع الحرائق، السلامة الكهربائية، سلامة البناء، والمخاطر الميكانيكية.
  4. أمثلة شهيرة:
    • الأكواد الوطنية لمكافحة الحرائق (NFPA Codes): مثل NFPA 70 (الرمز الكهربائي الوطني) وNFPA 101 (رمز سلامة الحياة). تُستخدم كمعيار دولي للبناء والسلامة من الحرائق.
    • الأكواد الميكانيكية والضغط (ASME Codes): أكواد تضمن سلامة المراجل وأوعية الضغط والمعدات الميكانيكية.

جدول المقارنة الموجز

وجه المقارنة

المواصفات الدولية (Standards) مثل ISO 45001

الأكواد الدولية (Codes) مثل NFPA

الطبيعة الأساسية

إطار عمل إداري (نظام إدارة)

قواعد تصميم وتقنية (سلامة بناء/معدات)

القوة القانونية

طوعية، تستخدم لإصدار الشهادات

طوعية دولياً، لكنها غالباً ما تُدمج في القوانين المحلية لتصبح ملزمة.

مجال التطبيق

كيفية إدارة المخاطر في العمليات (Process)

كيفية تصميم وبناء المعدات والمنشآت (Physical Structure)

التركيز الأساسي

التحسين المستمر وتقليل المخاطر الشاملة

الحد الأدنى من الأمان الإنشائي والفني


أهم الجهات الدولية في السلامة والصحة المهنية

تعتبر هذه المنظمات المحرك الرئيسي لوضع المواصفات، الأكواد، وتحديد المعايير العالمية للسلامة:

1. منظمة العمل الدولية (ILO)

  • الدور: هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، مسؤولة عن وضع معايير العمل الدولية.
  • الإسهام الأبرز: تطوير الاتفاقيات الدولية والتوصيات المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية. أهم ما تقدمه هو إطار عمل شامل للسلامة يدعو الدول إلى صياغة قوانينها الوطنية.

2. منظمة المعايير الدولية (ISO)

  • الدور: منظمة عالمية تضع مواصفات دولية طوعية في مجالات مختلفة.
  • الإسهام الأبرز: إصدار ISO 45001، التي تحدد متطلبات نظام إدارة السلامة والصحة المهنية. تعد المعيار الأكثر اعتماداً لإنشاء نظام سلامة إداري فعال.

3. الوكالة الأمريكية لسلامة وصحة المهنة (OSHA)

  • الدور: الهيئة التنظيمية الاتحادية في الولايات المتحدة المسؤولة عن سن وتنفيذ قوانين السلامة والصحة المهنية.
  • الإسهام الأبرز: على الرغم من أنها وكالة وطنية، إلا أن معايير OSHA تُستخدم عالمياً كمرجع قياسي للتدريب والمتطلبات الفنية (مثل تصاريح الدخول للأماكن المغلقة، والتحكم في الطاقة الخطرة (LOTO)).

4. الرابطة الوطنية للحماية من الحرائق (NFPA)

  • الدور: منظمة دولية غير ربحية متخصصة في وضع معايير وأكواد السلامة من الحرائق والمخاطر الكهربائية.
  • الإسهام الأبرز: إصدار مجموعة واسعة من الأكواد التي يتم تبنيها في قوانين البناء والإنشاءات حول العالم، مثل NFPA 70 وNFPA 101.

5. المعهد الوطني الأمريكي للمواصفات (ANSI)

  • الدور: يشرف على تطوير معايير توافقية للمنتجات والخدمات والعمليات والأنظمة في الولايات المتحدة، وغالباً ما تشترك مع ISO.
  • الإسهام الأبرز: وضع معايير محددة تتعلق بمعدات الحماية الشخصية، مثل الخوذات والنظارات الواقية.

الخلاصة

الخلاصة هي أن المواصفات (مثل ISO 45001) توفر لك "النظام الإداري" للسلامة، بينما الأكواد (مثل NFPA) توفر لك "المتطلبات الهندسية والفنية" المحددة لضمان سلامة البناء والمعدات.

 المؤسسات الناجحة تجمع بين الاثنين لضمان بيئة عمل آمنة وممتثلة قانونياً.


الأحد، 28 سبتمبر 2025

Wind Sock كيس الرياح

 

ما هو الـ Wind Sock؟

أداة بسيطة برؤية استراتيجية

 رغم بساطته الظاهرة، يُعد الـ Wind Sock كيس الرياح أو من الأدوات الأساسية في مراقبة الرياح، ويُستخدم على نطاق واسع في مجالات الطيران، الصناعات، السلامة المهنية، وحتى في مواقع الطوارئ.

 إنه مثال حي على كيف يمكن لأداة غير إلكترونية أن تقدم معلومات حيوية بشكل فوري وبصري

    هو عبارة عن كيس أسطواني الشكل مصنوع غالبًا من نسيج مقاوم للعوامل الجوية، يُركب على عمود حر الحركة.

يتميز بتصميمه الذي يسمح له بالتحرك بحرية مع اتجاه الرياح، مما يجعله مؤشرًا بصريًا مباشرًا لاتجاه الرياح وسرعتها التقريبية

طريقة عمله

يعتمد على مبدأ بسيط   

اتجاه الرياح

 الكيس يتجه دائمًا في اتجاه الرياح، أي أن الفتحة الأمامية تشير إلى مصدر الرياح، بينما الطرف المفتوح الآخر يشير إلى اتجاه تدفقها

تقدير السرعة

 كلما كانت الرياح أقوى، كلما امتد الكيس بشكل مستقيم أكثر.

في بعض التصاميم، يُقسم الكيس إلى شرائح لونية أو حلقات، وكل امتداد يمثل سرعة تقريبية معينة

(مثلاً: امتداد نصف الكيس = رياح معتدلة، امتداد كامل = رياح قوية)

استخداماته العملية

  المطارات ومهابط الطائرات

يُستخدم لتحديد اتجاه الرياح قبل الإقلاع والهبوط

يساعد الطيارين على اتخاذ قرارات دقيقة لتفادي الرياح الجانبية أو المعاكسة

  المناطق الصناعية ومصانع الكيماويات

يُركب بالقرب من مناطق تخزين المواد الخطرة.

يُستخدم لتحديد اتجاه الرياح في حالات التسرب أو الانبعاثات، لتوجيه الإخلاء أو فرق الطوارئ

  فرق الطوارئ ومكافحة الحرائق

يُستخدم لتحديد اتجاه انتشار الدخان أو الغازات السامة

يساعد في رسم خطة تدخل آمنة

  المخيمات والمواقع المفتوحة

يُستخدم في الأنشطة الخارجية لتحديد ظروف الطقس

مفيد في تحديد أماكن آمنة لإشعال النار أو نصب الخيام

لماذا يُعتبر أداة ذكية رغم بساطته؟

لا يحتاج إلى كهرباء أو صيانة معقدة

يوفر معلومات فورية دون الحاجة إلى أجهزة قياس إلكترونية

يمكن رؤيته من مسافات بعيدة، مما يجعله مثاليًا في البيئات المفتوحة

 

  نصيحة مهنية

في بيئات العمل التي تتعامل مع مواد قابلة للاشتعال أو

غازات، يُعد تركيبه في نقاط استراتيجية جزءًا من خطة السلامة الوقائية ويجب تدريبه العاملين على تفسير حركته بشكل صحيح

السبت، 27 سبتمبر 2025

الأسباب الرئيسية لانفجار الغلايات والتعرف على إجراءات الوقاية والسلامة

 


حادث انفجار الغلاية بمصبغة “غزل البشبيشي” بالمحلة الكبرى هو ناقوس خطر لكل مصنع يضم غلاية داخل جدرانه

شهد حي أول المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، كارثة فجر يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025 ، إثر اندلاع حريق ضخم بمصبغة “غزل البشبيشي” نتيجة ماس كهربائي وانفجار الغلاية مما أدى إلى انهيار جزء من المبنى اسفر عن وقوع ضحايا ومصابينالحريق شبّ إثر ماس كهربائي تسبب في انفجار غلاية بالدور الأول العلوي للمصبغة، ما أدى إلى انهيار جزء من المبنى.

في السطور القادمة نستعرض الأسباب الرئيسية لانفجار الغلايات والتعرف على إجراءات الوقاية والسلامة

لا شك أن الغلايات تُمثل شريان الحياة في العديد من المصانع والمنشآت الصناعية، فهي مصدر القوة المحركة والحرارة اللازمة للعمليات الإنتاجية.

ولكن، هذا القلب النابض يمكن أن يتحول في لحظة إهمال إلى خطر داهم وقنبلة موقوتة تهدد الأرواح والممتلكات.إن فهم أسباب انفجار الغلايات وتطبيق إجراءات السلامة الصارمة هو الضمان الوحيد لتجنب الكوارث.

الأسباب الرئيسية لانفجار الغلايات

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى انفجار غلاية، ولكنها في مجملها تعود إلى خلل في التوازن بين الضغط داخل الغلاية وقدرة هيكلها على تحمله.

يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية في النقاط التالية:

ارتفاع الضغط عن الحد المسموح به (Over-pressurization):

هذا هو السبب الأكثر شيوعًا. يحدث عندما يفشل نظام التحكم في إيقاف عملية التسخين عند الوصول إلى الضغط الآمن، أو عند تعطل صمامات الأمان التي يُفترض أن تُحرر الضغط الزائد.

يؤدي هذا إلى تراكم الضغط بشكل هائل يفوق قدرة المعدن على الاحتمال، مما يؤدي إلى تمزق عنيف وانفجار.

انخفاض مستوى المياه (Low Water Level): يعتبر هذا من أخطر السيناريوهات.

عندما ينخفض منسوب المياه داخل الغلاية إلى ما دون مستوى الأمان، تتعرض الأجزاء المعدنية العلوية (التي يجب أن تكون مغمورة بالماء) مباشرةً للحرارة الشديدة للهب.

يؤدي هذا إلى تسخينها لدرجة الاحمرار وفقدانها لصلابتها وقدرتها على تحمل الضغط. عند إعادة دخول الماء البارد فجأة إلى هذه الأسطح الملتهبة، يتبخر فورًا منتجًا كمية هائلة من البخار بشكل لحظي، مما يسبب ارتفاعًا مفاجئًا وصاعقًا في الضغط يؤدي إلى انفجار كارثي يُعرف بالصدمة الحرارية.

فشل هيكلي أو تآكل (Structural Failure):

مع مرور الوقت، يمكن أن يتعرض هيكل الغلاية للتآكل والصدأ، خاصة في وجود ماء ذي خصائص كيميائية سيئة. هذا التآكل يُضعف جدران الغلاية ويقلل من سماكتها وقدرتها على تحمل الضغط التشغيلي العادي، مما يجعلها عرضة للانهيار والانفجار.

أعطال في أجهزة التحكم والأمان:

تعتمد الغلايات الحديثة على مجموعة من أجهزة الاستشعار والتحكم وصمامات الأمان. أي عطل في هذه المكونات الحيوية، مثل مفتاح التحكم في الضغط (Pressure switch) أو صمام الأمان (Safety valve) الذي قد يلتصق مغلقًا بسبب الصدأ أو الترسبات، يعني فقدان السيطرة على الغلاية وتركها تصل إلى حالة خطرة.

تكوّن القشور والترسبات (Scale Formation):

يؤدي استخدام مياه غير معالجة إلى ترسب الأملاح والمعادن على الأسطح الداخلية للغلاية، مكونة طبقة عازلة (القشور).هذه الطبقة تعيق انتقال الحرارة من اللهب إلى الماء، مما يضطر المشغل إلى زيادة قوة الاحتراق لتعويض ذلك.

هذا الأمر يسبب ارتفاع درجة حرارة المعدن نفسه إلى مستويات خطيرة تُضعف من قوته وتجعله عرضة للتمزق.

إجراءات الوقاية والسلامة:

درع الأمان لمنشأتكإن منع انفجار الغلايات يعتمد بشكل أساسي على الصيانة الدورية، والتشغيل السليم، والالتزام بمعايير السلامة.

أولًا: الصيانة الوقائية والفحص الدوري

1. الفحص المنتظم: يجب إجراء فحص دوري شامل للغلاية من قبل متخصصين معتمدين. يشمل هذا الفحص البصري الداخلي والخارجي، وقياس سماكة المعدن، والتأكد من سلامة اللحامات.

2. صيانة صمامات الأمان: يجب اختبار صمامات الأمان بشكل دوري (يوميًا أو أسبوعيًا) للتأكد من أنها تعمل بكفاءة وأنها غير مسدودة أو ملتصقة.

3. معالجة المياه: استخدام مياه معالجة كيميائيًا لمنع تكون القشور والصدأ هو أمر حتمي لإطالة عمر الغلاية والحفاظ على كفاءتها وسلامتها.

4. تنظيف الغلاية: يجب إجراء عملية تنظيف (كسح) دورية للغلاية من الداخل لإزالة أي رواسب أو قشور متراكمة.

5. فحص أجهزة البيان: التأكد من دقة عمل أجهزة قياس الضغط ومستوى المياه بشكل يومي ومعايرتها بانتظام.

ثانيًا: إجراءات التشغيل الآمن

1. التدريب والتأهيل: لا يجب أن يقوم بتشغيل الغلايات إلا عمال وفنيون مؤهلون ومدربون على أسس التشغيل الصحيح وإجراءات الطوارئ.

2. المراقبة المستمرة: يجب عدم ترك الغلاية تعمل دون مراقبة مستمرة لمؤشرات الضغط والحرارة ومستوى المياه.

3. التشغيل التدريجي: عند بدء تشغيل الغلاية، يجب أن يتم رفع درجة الحرارة والضغط بشكل تدريجي لتجنب حدوث صدمات حرارية للمعدن.

4. التعامل مع انخفاض المياه: عند ملاحظة انخفاض مستوى المياه إلى حد الخطر، يجب إطفاء الغلاية فورًا وتركها لتبرد تمامًا.

5. يُمنع منعًا باتًا إضافة الماء إلى الغلاية وهي ساخنة.

ثالثًا: تجهيزات السلامة في غرفة الغلايات

1. التهوية الجيدة: يجب أن تكون غرفة الغلايات جيدة التهوية لضمان الاحتراق الكامل وتصريف أي غازات متسربة.

2. مخارج الطوارئ: توفير مخارج طوارئ واضحة وسهلة الوصول إليها.

3. أنظمة إطفاء الحريق: تجهيز المكان بأنظمة إطفاء حريق مناسبة وفعالة.

4. لوحات إرشادية: وضع لوحات تحذيرية وإرشادية واضحة تشرح مخاطر التشغيل وتعليمات السلامة.

🧯 إجراءات الطوارئ عند اندلاع حريق ضخم في المصبغة

🎯 الهدف:تعزيز جاهزية العاملين للتعامل مع حالات الحريق في بيئة تحتوي على مواد قابلة للاشتعال مثل الأقمشة والكيماويات.🛑 أولاً: خطوات الاستجابة الفورية

إطلاق الإنذار: سحب جهاز الإنذار اليدوي فور اكتشاف الحريق.

إبلاغ قسم السلامة: الاتصال الفوري بمدير السلامة أو غرفة الطوارئ.

إيقاف المعدات: فصل الكهرباء عن الآلات لتقليل خطر الانتشار.

الإخلاء المنظم: اتباع مسارات الإخلاء المحددة مسبقًا، دون ركض أو فوضى.

عدم استخدام المصاعد: استخدام السلالم فقط.

🧭 ثانيًا: دور المشرفين أثناء الحريق

توجيه العاملين نحو المخارج الآمنة.التأكد من إخلاء جميع الأقسام.استخدام أجهزة الإطفاء المحمولة إذا كان الحريق محدودًا.التنسيق مع فرق الدفاع المدني عند وصولهم.

🧪 ثالثًا: المخاطر الخاصة بالمصبغة

الأقمشة القابلة للاشتعال: سرعة انتشار اللهب

.الكيماويات المستخدمة في التنظيف: قد تكون سامة أو قابلة للانفجار.

التهوية السيئة: تزيد من تركيز الأبخرة والغازات.

🧠 رابعًا: التدريب الوقائي تدريبات إخلاء دورية (مرة كل 3 أشهر).

ورش عمل حول استخدام طفايات الحريق.

محاكاة سيناريوهات حريق واقعية.

مراجعة خطط الطوارئ وتحديثها باستمرار.

📌 رسالة ختامية:

“الاستعداد هو خط الدفاع الأول.

التدريب الجيد ينقذ الأرواح.

“في الختام، إن التعامل مع الغلايات يتطلب أعلى درجات الحرص والمسؤولية.

فالالتزام بالصيانة الدورية، وتدريب العاملين، وعدم التهاون في تطبيق إجراءات السلامة ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو خط الدفاع الأول والأساسي للحفاظ على الأرواح وحماية الاستثمارات من التحول إلى كارثة في لحظة لا قدر الله.

اللهم ارحم كل من توفي ودعواتنا للمصابين سرعة الشفاء اللهم آمين

السبت، 13 سبتمبر 2025

دور المشرف في بناء ثقافة السلامة القيادة بالقدوة والتواصل الفعال

 



دور المشرف في بناء ثقافة السلامة القيادة بالقدوة والتواصل الفعال

في أي بيئة عمل، سواء كانت مصنعًا يعج بالآلات أو موقع بناء شاهق أو حتى مكتبًا هادئًا، تظل سلامة الموظفين هي حجر الزاوية الذي يضمن استمرارية الإنتاج ويحافظ على أغلى أصول أي مؤسسة: مواردها البشرية.

 إن تحقيق بيئة عمل آمنة لا يعتمد فقط على وجود مجموعة من القوانين واللوائح، بل يتطلب بناء "ثقافة" راسخة تضع السلامة في مقدمة أولوياتها. وفي قلب هذه الثقافة، يقف المشرف كعنصر أساسي ومحوري، حيث يقع على عاتقه تحويل المبادئ إلى ممارسات يومية من خلال منهجين أساسيين: القيادة بالقدوة، والتواصل الفعال.

القيادة بالقدوة: الأفعال أبلغ من الأقوال

إن التزام المشرف الشخصي بمعايير السلامة هو الرسالة الأقوى التي يمكن أن يوجهها لفريقه. فالعمال يراقبون قادتهم باستمرار، وعندما يرون مشرفهم يلتزم شخصيًا وبشكل دائم بارتداء معدات السلامة الشخصية المناسبة، ويتبع كافة البروتوكولات والإجراءات الوقائية دون أي تهاون، فإنهم يدركون أن هذه القواعد ليست مجرد شكليات، بل هي معيار أساسي للعمل لا يمكن المساومة عليه.

هذا السلوك يضع معيارًا واضحًا يتبعه الجميع. فالقيادة بالقدوة تبني المصداقية وتزيل أي شكوك حول أهمية إجراءات السلامة. 

فعندما يرى أعضاء الفريق أن قائدهم يتعامل مع السلامة بجدية مطلقة، يصبح من الطبيعي بالنسبة لهم أن يحذوا حذوه، مما يخلق تأثيرًا إيجابيًا يرسخ السلوكيات الآمنة ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من روتين العمل اليومي.

التواصل الفعال: بناء جسور من الثقة والوعي

إذا كانت القيادة بالقدوة تضع الأساس، فإن التواصل الفعال هو الذي يبني عليه ويعززه. لا يمكن لثقافة السلامة أن تنمو في بيئة يسودها الصمت؛ بل يجب على المشرفين أن يجعلوا الحوار حول السلامة جزءًا ثابتًا ومفتوحًا في تفاعلهم مع الفريق. 

هذا يعني التحدث بصراحة عن كل ما يتعلق بالسلامة، سواء كان ذلك للاحتفاء بالإنجازات والالتزام بالمعايير، أو لمناقشة التحديات والسلبيات بشفافية.

عندما تظهر مشكلة تتعلق بالسلامة، يجب على المشرف ألا يتجاهلها أو يقلل من شأنها، بل عليه مناقشتها بشكل جماعي مع الفريق، والاستماع إلى آرائهم، والعمل معًا للوصول إلى حلول فعالة. 

هذا النهج التشاركي لا يحل المشكلة فحسب، بل يعزز أيضًا شعور الموظفين بالمسؤولية المشتركة تجاه سلامتهم وسلامة زملائهم.

وتعتبر اجتماعات السلامة الدورية والدورات التدريبية المنتظمة أدوات حيوية في هذا السياق. فهي ليست مجرد مناسبات لتلقين التعليمات، بل هي منصات لتجديد المعلومات، ومشاركة الدروس المستفادة من الحوادث أو الحالات الوشيكة، والتأكد من أن الجميع على دراية بأحدث الممارسات والمخاطر المحتملة.

 إن هذا التواصل المستمر يبقي السلامة في صدارة اهتمامات الجميع ويضمن تركيز الجهود نحو بيئة عمل خالية من المخاطر.

في الختام، يمثل المشرف الناجح القائد الذي يجمع بين قوة الفعل ووضوح الكلمة.

 فمن خلال تجسيد الالتزام بالسلامة في سلوكه اليومي، وفتح قنوات تواصل صادقة ومستمرة مع فريقه، يمكنه أن يحول مكان العمل من مجرد مكان تُطبق فيه القواعد إلى بيئة تتنفس ثقافة السلامة، ويشعر فيها كل فرد بأنه جزء من منظومة متكاملة تعمل على حمايته وتقديره.