مطالب بزيادة المساحة الخضراء وتشجير الشوارع
العاصفة الرملية تكشف إهمال صيانة أبواب ونوافذ المنازل
العاصفة الرملية تكشف إهمال صيانة أبواب ونوافذ المنازلالعاصفة الرملية تكشف إهمال صيانة أبواب ونوافذ المنازل
أعرب عدد من المواطنين والمختصين عن إعجابهم الشديد بسرعة التوعية التي قام بها المواطنون والمقيمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحد من المخاطر الناجمة عن العاصفة الترابية التي ضربت البلاد أمس الأول والتي أسفرت عن إحجام الرؤية بشكل كبير، وقالوا في حديثهم لـ «العرب»: على النقيض من الأضرار الناجمة عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الشائعات والسلبيات الأخرى، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التوعية أثبت جديته الكبيرة وأهميته وضرورته في الحد من المخاطر الناجمة خاصة لسائقي السيارات وللمسافرين، مشيرين إلى أن ثقافة التوعية منتشرة لدى جميع الجنسيات والمواطنين.
وأكدوا أن تلك العاصفة كشفت خللا كبيرا لا يمكن التغافل عنه، حيث تضرر عدد كبير من المواطنين والمقيمين من انتشار الغبار والأتربة داخل المنازل والمكاتب نتيجة خلل في صيانة الأبواب والنوافذ التي تمنع اختراق الهواء الملوث إلى أماكن عملهم وسكنهم ما يتطلب من الجهات المسؤولة التوعية وتخصيص جهة إشرافية للكشف عن الشروط الواجب توافرها من الأمن والسلامة في المساكن والمنازل خاصة الشعبية.
وأشاروا إلى الضرر الكبير الذي قد يصيب الأطفال وكبار السن نتيجة انتشار الغبار الخفيف طوال الليل نتيجة استنشاقه دون استخدام الكمامة الطبية خاصة لمرضى الربو، ما يؤدي إلى صعوبة وضيق في التنفس، موضحين أن الوقاية دائما خير من العلاج، ومن ثم فلا بد من اتباع الإرشادات الصحية التي يوصي بها الأطباء وضرورة الإسراع باستشارتهم في حال حدوث ضيق في التنفس نتيجة استنشاق الطفل للغبار.
وأشادوا بالدور المبهر الذي قامت به الجهات المختصة في مطار حمد الدولي، حيث لم تتوقف حركة الطيران نهائيا نتيجة اعتمادهم على وسائل تكنولوجية تستخدم لأول مرة في الشرق الأوسط ما أدى إلى سهولة التواصل والإرشاد للطائرات ومن ثم عدم تأخرها.
وطالبوا بزيادة المساحة المزروعة من الأشجار في الطرقات وعلى أسطح المباني للحد من انتشار الغبار في حالة تكراره مرة أخرى، فضلا عن امتصاصه للرطوبة العالية التي يتميز بها فصل الصيف ومن ثم زيادة نسبة الأكسجين في الهواء.
المستشفيات والطوارئ
في البداية قال فيصل عبدالله: لقد شهدت أقسام ووحدات الطوارئ للبالغين والأطفال بمستشفى الوكرة الأربعاء الماضي زيادة في أعداد المراجعين عن المعدل الطبيعي نتيجة موجة الغبار التي شهدتها البلاد، حيث سارع عدد من المواطنين والمقيمين بنقل أطفالهم وكبار السن إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات الأولية نتيجة تعرضهم لضيق حاد في التنفس.
وأضاف عبدالله «إنني شخصيا تعرضت لضيق حاد في التنفس قبل وصولي إلى المنزل وفورا توجهت إلى المستشفى لتلقي جلسات تنفس صناعي، حيث زادت حدتها في الساعات الأخيرة، مشيراً إلى الضرر الكبير الذي وقع على الأطفال وكبار السن بسبب موجة الغبار والرمال المثارة، حيث كانت معظم الحالات من مرضى الربو والمصابين بحساسية في الصدر.
وقال عبدالله: إن التوعية من قبل بعض الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي قللت من المخاطر للحوادث خاصة أن طريق الوكرة يمتاز بخلوة في تلك الساعات ومن ثم فإن زيادة السرعة تكون متاحة للجميع وعليه فإن التوعية أثبتت جدواها في الحد من سرعتهم وعدم خروج البعض الآخر للعديد من الأسباب ما قلل من المخاطر خاصة حوادث السير التي تؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأشار عبدالله إلى ضرورة الحد من التدخين، حيث وجدت أن أصعب الحالات في المستشفى من المدخنين ومعاناتهم كانت أصعب واستغرقت عملية إنعاش رئتيه فترة زمنية كبيرة قاربت الساعتين والثلاث لبعض الحالات وبذلك فإنني أنصح الجميع بعدم التدخين وممارسة الرياضة لأسباب عديدة وأقلها قدرت الإنسان على ممارسة حياته وعمله بشكل طبيعي دون معوقات.
صيانة المنازل
ومن جانبه قال محمد الهاجري: كشفت العاصفة التي ضربت البلاد يوم الأربعاء الماضي الخلل الكبير في درجات الأمن والسلامة وعدم قدرة النوافذ والأبواب على منع دخول الغبار الخفيف المنتشر في الهواء إلى المنازل والمكاتب، حيث شهدت جميع المباني الحكومية حالة من التردي في الأرضيات وعلى جدران الحوائط وعلى أثاث المكاتب وغرف النوم وغيرها من الأماكن ما يدل على وجود عيوب كبيرة لا يمكن التغاضي عنها عند البناء، مؤكداً على سرعة عمل صيانة شبة دورية وتخصيص جهة إشرافية للكشف عن الخلل فتلك المرة عاصفة ترابية فما أدراك بالقادم، فقد يحتاج البعض إلى أجهزة تنفس مساعدة عند طول الفترة، مشيراً إلى أنه يجب على الجميع توخي الحذر في التعامل مع هذه الموجة التي تهب حاليا على البلاد.
ودعا الهاجري إلى ضرورة توخي الحذر وعدم تعريض الأطفال خاصة الذين يعانون من ضيق التنفس أو المصابين بحساسية الصدر للغبار والأتربة الحالية لأنها تؤثر سلبا على الجهاز التنفسي، موضحا أن الوقاية دائما خير من العلاج، ومن ثم فلا بد من اتباع الإرشادات الصحية التي يوصي بها الأطباء في مثل هذه الأجواء وضرورة الإسراع باستشارة الأطباء في حال حدوث ضيق في التنفس نتيجة استنشاق الطفل للغبار.
ونصح الهاجري الأطفال والكبار بضرورة عدم التعرض للغبار والرياح قدر المستطاع، خاصة مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية والتزام منازلهم والبعد عن أماكن الرياح سواء داخل السيارة أو المباني، وعدم التعرض المباشر للغبار والعوالق الترابية خلال موجة الغبار التي تشهدها البلاد حاليا.. داعيا الجميع إلى تنظيف المنازل والمباني بشكل جيد من آثار الغبار، خاصة غرف النوم والأغطية والفرش، وضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل وإعطاء المزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية، كما يجب على السائقين إغلاق النوافذ جيداً أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة، وضرورة ارتداء الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل، حيث إن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي.
التوعية بالتكنولوجيا
وبدورها قالت الدكتورة بتول خليفة أستاذ علم النفس بجامعة قطر: ما لفت نظري هو التعاون الكامل من كافة الجنسيات بالتوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والواتس آب وتويتر وغيرها وهو شيء إيجابي ويعبر عن ثقافة التعاون.
وأضافت د.بتول: إنني أنتقد نفسي بصورة شخصية لعدم صيانتي الدورية للمنزل، حيث شعرت بتدفق الهواء المشبع بالغبار الخفيف الذي لا يرى بالعين المجردة ولكن تشعر به أثناء استنشاقك ما أدى إلى ضيق كامل في التنفس لأسرتها ومن ثم فإنها تنصح بصيانة المنازل وتخصيص كمامات احتياطية داخل السيارة وفي المكتب والمنزل للضروريات.
وأشارت د.بتول إلى أن زراعة أسطح المنازل وتحويل سور المنزل إلى أشجار يمنع دخول الغبار والأتربة ويشعر الأسرة بجو ربيعي خاصة في فصل الصيف التي تزداد نسبة الرطوبة ويقل الأكسجين بشكل كبير.
وأوصت د.بتول بضرورة غسل الوجه بشكل متكرر وغسل الأنف والفم لمنع وصول الغبار إلى الرئتين، واستنشاق الماء بوضع الأنف داخل الماء والقيام بالتنفس لتنظيف الأنف من الأتربة الداخلة فيه ووضع الكمامة أو وضع فوطة أو محارم مبللة على الأنف والفم، والإكثار من شرب الماء، وعند الشعور بالصداع عند الاستيقاظ في الصباح نتيجة استنشاق أو ابتلاع الأتربة يفضل تناول ملعقة من العسل لترطيب المريء وقتل البكتيريا.
وأشادت د.بتول بالدور الحيوي الذي قامت به السلطات المختصة في مطار حمد الدولي، حيث كانت تتابع بشكل دوري موقع المطار وآخر الإجراءات المتبعة لحركة الطيران ما أدى إلى انتظامها طوال الوقت ولم تتوقف منوهة إلى أنها كانت تنتظر وصول ابنها من بريطانيا وكانت تشعر بقلق شديد عليه ولكن بعد تأكيد سلطات المطار باستخدام أحدث وسائل التواصل مع الطيران وتكنولوجيا مختلفة عن دول الشرق الأوسط في هبوط الطيران باستخدام أجهزة رؤية ذات كفاءة كبيرة شعرت بطمأنينة.
وقالت د.بتول: تتمثل مخاطر العواصف الرملية في تلوث الهواء بشكل كبير ما يؤثر على الجهاز التنفسي خاصة لدى من يعاني من الربو والأمراض الصدرية، حيث تعمل ذرات الغبار على تهييج الجهاز التنفسي ما يتسبب في حساسية الأنف، كما تؤدي لانخفاض مدى الرؤية بشكل كبير وانعدامها في بعض الحالات، وقد تؤدي أيضا لأضرار في الممتلكات والمزروعات.
ونصحت د.بتول مصادر قائدي المركبات بترك مسافة كافية بين السيارات في حالة وجود ضباب أو عواصف رملية، مشيرة إلى أن من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها السائقون في حالة وجود ضباب أو عواصف هي تشغيل «الغمازتين» في وقت واحد، مؤكدة أن ذلك التصرف من أكبر أخطاء السائق، حيث إنه يخفى على من يأتي من الخلف ما إذا كان السائق سينعطف يمينا أو يسارا.
ونبهت د.بتول إلى ضرورة تجنب السير في الطرق التي توجد بها مساحات خالية، مشيرة إلى أن العواصف تكثر في هذه المناطق بشكل كبير مقارنة بالطرق التي تكون وسط المدينة.