الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

سبق | وزارة التعليم: السلامة أولاً


إيثار السلامة يأتي أولاً، وترتيب الأولويات في أمورنا مهم، وحين تتعلق بالأرواح الصغيرة تصبح مطلباً مُلحًّا؛ فتحمُّل مسؤولية الأرواح ومخافة الزج بها في المخاطر قلقٌ بحدِّ ذاته، وتتعاظم معه تبعات القرار الذي يجب أن يكون!
والمخاطر الجوية لدينا قليلة، بين عواصف ترابية ومطرية، وفي أوقات محددة من العام؛ لهذا يصبح تعليق الدراسة في الأماكن التي تشتد فيها الخطورة، وتعلنها تحذيرات الأرصاد والدفاع المدني، قراراً صائباً ومنتظراً.
 
ولا أنسى في أزمان مضت كيف كان تعليق الدراسة – بالرغم من التحذيرات - كالحدث العظيم، وكأنه من المحرمات.. وكم التحفت المدارس بالغبار، وغرقت في المياه، ولكن تستمر في استقبال الطلاب والطالبات، رغم صيحات أولياء الأمور ومنسوبي المدارس بخطورة استمرار الدراسة، حتى أن الكثير منهم "يقدح من رأسه"، ويعلق دراسة أبنائه مؤثراً سلامتهم! ولعلكم تذكرون حوادث كثيرة، بعضها مصوَّر، لغرق حافلات المدارس والجامعات في الأنفاق خاصة! ومخرج (13) من الدائري الشرقي في رياض الخير يشهد بذلك! وربما منظر الطالبات لا يزال حاضراً في الأذهان وقد غرقت حافلتهن في أحد الأنفاق، وأثبت شبابنا بطولة خارقة في إنقاذهن!! والمشاهد كثيرة، بعضها مؤلم، وأدى إلى فَقْد أرواح.
 
والحقيقة المعروفة أن تعليق الدراسة مبدأ تنتهجه دول العالم؛ فهم يؤثرون السلامة أولاً. وعلى كثرة مسببات الغياب لديهم من عواصف ثلجية ورعدية وأعاصير وفياضانات وحتى الضباب! لكنهم يفعلونها، وتغلق المدارس التي يُتوقَّع أن يشمل طلابَهَا خطرٌ ما! وربما استمر التعليق أياماً عدة، خاصة في العواصف الثلجية أو الفياضانات، وقد يتكرر كثيراً خلال العام الدراسي، ويحدث بشكل اعتيادي! فالمرونة في مواقف كهذه مطلوبة، وتقديم المصلحة الأهم ينبغي أن تكون هي القاعدة الرئيسة في اتخاذ القرارات.. وها نحن نطبِّق هذا المبدأ أخيراً، وبالكثير من الثقة، والكثير من التنظيم أيضاً بين الجهات المسؤولة..
 
ومع تباشير المطر وهطله اللذيذ، وقد جاءت التوقعات بغزارته، سارعت وزارة التعليم - وعلى رأسها وزير التعليم - بتعليق الدراسة في المناطق التي انطلقت تحذيرات الأرصاد والدفاع المدني بهطل أمطار غزيرة وسيول جارية بها. جعلها الله تعالى أمطار خير وبركة.
 
 لذلك المرونة واجبة في مثل هذه الظروف، ولا يعني الفرح بالإجازة نقيصة تحسب على أبنائنا وعدم حبهم للعلم؛ ذلك أنها تبقى حدثاً، يغيِّر روتينهم، ولاسيما حين يرتبط بالمطر الذي ينتظرونه طويلاً.
 
حتى لو خرجوا للتنزه فيما بعد فتلك مسؤولية فردية، تخص رب الأسرة! وتبقى حالات معينة لا تشمل الجميع، خاصة أن الآباء لم تُعلَّق أعمالهم! ويبقى المطر لذيذاً على أية حال!