السبت، 5 مايو 2012

المصري اليوم» تكشف: مزارعون يستخدمون مبيداً إسرائيلياً مسرطناً

المصري اليومرصدت «المصرى اليوم» انتشار وتداول أحد أنواع المبيدات الإسرائيلية بين المزارعين فى بعض المحافظات، المستخدمة فى زراعة الخضروات والفواكه بهدف تكبير حجم الثمار وزيادة إنتاج المحصول، ويحتوى المبيد على مادة مسببة للسرطان تسمى (aceto chlor)، تسبب خللاً هرمونياً بجسم الإنسان ومحظور استخدامها عالمياً، طبقاً لقوائم وإرشاد منظمات الصحة العالمية والاتحاد الأوروبى ووكالة حماية البيئة الأمريكية والمنظمة الدولية لبحوث السرطان.

وتكشف «المصرى اليوم» خلال هذا التحقيق الموثق بتقارير علمية لبعض الجهات الدولية، عن أضرار بالغة الخطورة لهذه المادة، وبعض الأماكن التى تنتشر فيها، وكيفية دخولها إلى الأسواق المصرية، كما ترصد سلوكيات المزارعين فى التعامل مع المبيد، خلال زيارة ميدانية لبعض المناطق فى محافظتى الإسماعيلية والشرقية.

أحد الفلاحين حكى لنا أنه زرع فى إحدى المرات طماطم ولم يستخدم الهرمون فلم يأت بنتائج مماثلة لجيرانه من الفلاحين وقال: «الناس هنا كلها بترش الهرمون، أنا مرة مرشتهوش، المحصول بتاعى مجبش إنتاج كويس» ونصحنى قائلاً: لو ناوى تزرع طماطم لازم ترش الهرمون وإلا هتخسر».

«اشتر كل ما صنع فى إسرائيل» شعار مدون أسفل علم إسرائيل المطبوع على العبوة، فعندما طالعنا الكيس وترجمنا ما كتب عليه باللغة العبرية المنتشرة على وجهيه، اتضح لنا أن اسم المبيد التجارى «oraset» وتنتجه شركة إسرائيلية بمدينة «نتانيا الإسرائيلية»، وتركيبته الكيميائية (phthalamic acid)، والمادة الفعالة تسمى (aceto chlor)، وهى المادة المحرم استخدامها دولياً والمسببة للسرطان

من جانبه، أكد الدكتور محمد فتحى سالم، مستشار منظمة الأغذية والزراعة بمصر«فاو»، مدرس أمراض النبات والزراعة الحيوية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا بجامعة المنوفية، أن هذه المبيدات الإسرائيلية تعرف علميا باسم هرمون النمو(growth hormone)، وهو أحد أنواع الأسمدة، التى تستخدم عن طريق الرش الخارجى على النبات، وتحدث انقساماً بشكل سريع وعشوائى فى شكل وحجم الثمرة، بسبب فاعلية المبيد وتتعرض الثمرة لعمليتين هما كبر حجم الخلايا (hyper thophy) وتضاعف عددها (hyper plasia)، مما يزيد من حجم ووزن الثمرة وتعطى محصولاً أكثر ثلاثة أضعاف المحصول الطبيعى.

«هذه الأسمدة تسبب السرطان»، هذا ما شدد عليه الدكتور «فتحى»، وأضاف: «عندما يرش المزارع النبات بالسماد الإسرائيلى وتحديداً الأوراست (Oraset %20)، فهو يحتوى على تركيبة كيميائية تسمى (phthalamic acid) بها مادة فعالة ثقيلة مسرطنة تسمى أسيتو كلور (aceto chlor) داخل النبات وتحدث تسمماً ذاتياً للنبات ويتغير طعم الثمرة الناتجة عنه، وتظل هذه المادة داخل النبات حتى يتناولها الإنسان بشكل تراكمى فتسبب له أوراماً سرطانية».

وأشار إلى أن الخضروات والفواكه التى يستخدم فيها المزارعون المبيد الإسرائيلى هى، الطماطم والفلفل الملون والخيار والعنب والخوخ والكانتالوب الأصفر والأخضر والفراولة والبطيخ.

وعن كيفية الكشف عن الخضروات والفواكه المصابة بهذه المواد أكد أنه من الصعب على الأشخاص العاديين اكتشافها، لأن لها مقاييس واختبارات معينة يمكن إجراؤها عن طريق أحد الأجهزة المخصصة لمعرفة سمية الثمار واحتوائها على مواد مسرطنة.

وأضاف: هذه النوعية من المبيدات غير مسجلة بوزارة الزراعة، وتدخل بصورة غير شرعية ومهربة ويستخدمها المزارع بشكل مفرط، ما يضاعف أضرارها لأنه لا يعرف عنها أى شىء، ولأن إرشاداتها مكتوبة باللغة العبرية، وأوضح أنه: «مدون على الكيس أنه يستخدم فى الشتاء فقط، والمزارعون يستخدمونه طوال أيام السنة، وهذا يزيد من درجة سميته».

وأوضح أن الشحنات التى يتم تصديرها من الخضروات أو الفواكه إلى أوروبا تخضع لنظام زراعى مطابق لمواصفات الاتحاد الأوروبى ومحظور استخدام المبيد المهرب فيها، أو أى شبيه له يحمل مواد محرمة طبقاً لقواعد منظمة الصحة العالمية، وإذا ما خالفت شحنة ما المواصفات وامتنعت الجهة الأوروبية عن استيرادها يتم ضخها إلى السوق المحلية وتحدث أضراراً كبيرة بالمواطنين.

وناشد الدكتور «فتحى» وزارة الزراعة ضرورة تدريب المهندسين الزراعيين على كيفية اكتشاف هذا المبيد المسرطن بين الفلاحين، وإتاحة الفرصة لهم لعمل ضبطية قضائية ومعاقبة من يستخدمه، كما طالب وزير الصحة بضرورة الكشف على الفواكه والخضروات المنتشرة فى الأسواق وتحليلها ومصادرة المنتجات الضارة بالشعب المصرى.

وأكد أن هناك طرقاً بديلة لزراعة الفواكه والخضروات بتقنية الزراعة الحيوية التى لا يستخدم فيها أى مواد ضارة بالبيئة أو الإنسان، وتقوم بنفس دور هذه المبيدات الخطيرة.

وحصلت «المصرى اليوم» على تقرير منظمة الصحة العالمية، المكون من 14 صفحة، ويشمل أسماء المواد الفعالة المسببة للسرطان والمحظور استخدامها عالمياً.

وورد اسم المادة الفعالة، التى تسمى أسيتو كلور (aceto chlor) التى تنتج عن التركيبة الكيميائية (phthalamic acid) الموجودة بالمبيد الإسرائيلى بالمجموعة الأولى (group 1) التى تصنف ضمن المواد الأشد خطورة والمسببة للسرطان، كما وردت بالصفحتين رقمى (5و6) بنفس التقرير، وتؤكد توصيات منظمة الصحة، أن هذه المادة تسبب السرطان، طبقاً لتقارير المنظمة الدولية لبحوث السرطان، كما أنها محظورة الاستخدام بالاتحاد الأوروبى، وتدرجها وكالة حماية البيئة الأمريكية ضمن المواد المحظورة والمسببة للسرطان، كما جاء بنفس التقرير بالصفحة رقم (7) أن مادة أسيتو كلور (aceto chlor) تسبب خللاً هرمونياً وتؤثر على الصحة الإنجابية للإنسان.

«سمية المبيدات والتشريعات الدولية» (pesticide toxicology and international regulation) أحد الكتب الإنجليزية، للبروفيسور بريان بالانتاين، أستاذ مساعد بعلم الأدوية والسموم بجامعة فيرجينيا، وتيموسى مارس، مسؤول بوكالة معايير الأغذية البريطانية، يمكنك تحميله من على الإنترنت ومذكور به بالتفصيل أضرار التركيبة الكيميائية (phthalamic acid) وذكر فيه بصفحة (284) تأثيرات المركب الكيميائى الخطيرة على التربة ومياه الصرف الزراعى التى يتسرب إليها المبيد.

وجاء بنفس الصفحة طبقاً لنص الكتاب «هذا المركب سريع الانتشار بالجسم ويصل للدم خلال دقيقة واحدة من تناول النباتات المرشوشة به، كما أن له أضراراً على العين والجلد ويسبب تلوثاً خطيراً للتربة كما يتلف مياه الصرف الزراعى».

image


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق