تعد الحوادث المرورية من أهم المشكلات العالمية، التي تعاني منها جميع دول العالم دون استثناء، فهي وبحسب بعض الخبراء تتسبب بخسائر بشرية واقتصادية كبيرة، تقدر بملايين الدولارات كل عام، بسبب تضرر المركبات والمنشآت العامة وتعطل حركة المرور وغيرها من الإضرار الأخرى، وقد اظهرت بعض الإحصائيات الخاصة أن ضحايا حوادث الطرق في العالم بلغوا أكثر من مليون و200 ألف شخص سنويا، وهو رقم يرتفع بشكل مطرد قد يتخطى قريبا عدد ضحايا مرض الإيدز في العالم. والإحصائية التي نشرها مركرز بوليتزر بالولايات المتحدة أوضحت أن أعداد ضحايا حوادث الطرق ستصل إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم بحلول عام 2030، وتعني الأرقام الواردة أن حوادث الطرق تأتي في المركز الرابع حاليا بعد الأيدز والملاريا والسل، كأكثر أسباب الوفاة في العالم.
وحوادث الطرق أو حوادث السير أو الحوادث المرورية تحدث في الطرق عند اصطدام سيارة بأخرى أو إنسان أو حيوانات أو اصطدامها في منشأة أو أشياء أخرى، وتنتج عن هذه الحوادث خسائر مادية وإصابات بشرية وحالات وفاة. ومن أسباب هذه المشكلة: السرعة العالية عند قيادة السيارة وتخطي الإشارة الحمراء وعدم الالتزام بالقواعد المرورية أو الانشغال بالهاتف أثناء القيادة والسرعة المفرطة ويفاقم من أثرها عدم ربط حزام الأمان، إضافة إلى عدم وجود شرطي مرور لتنظيم حركة السير. ويعد الأطفال ما دون سن العاشرة وكبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة الأكثر عرضة للحوادث المرورية وذلك لعدم توافر الخبرة الكافية في التعامل مع الشارع وحاجتهم لمن يساعدهم على قطع الشارع.
وأنواع حوادث المرور هي: حوادث الدهس، حيث تكون بمركبة واحدة تصطدم بشخص أثناء مروره من الطريق وحوادث الاصطدام، حيث تكون باصطدام مركبتين ببعضهما أو إحداهما تصطدم بالأخرى. والنوعان السابقان هما الأكثر حدوثا، حوادث التدهور وهي الحوادث التي يتغير فيها اتجاه حركة المركبة بشكل لا يستطيع السائق السيطرة عليه، وحوادث الاصطدام بجسم غريب حيث تصطدم المركبة بجسم ثابت في الشارع مثل الصخور وأعمدة الكهرباء وغيرها وأخيرا حوادث الاصطدام بحيوان وفيه تصطدم المركبة بأحد الحيوانات المارة من الطريق.
ومع ازدياد إعداد العجلات فقد سعت بعض الدول الى اعتماد أنظمة وقوانين مرورية خاصة الهدف منها تفادي او تقليل وقوع الحوادث المرورية التي تكون غالبا نتيجة خطأ السائق بسبب التهور والسرعة الزائدة او قيادة المركبة في حالة سكر وغيرها من الأمور الأخرى.
لذا يرى بعض الباحثين بهذا الشأن أن حوادث المرور تمثل مشكلة اجتماعية وأنسانية وأقتصادية خطيرة، بالنسبة لجميع المجتمعات المعاصرة، ومنها مجتمعنا العراقي الداخل بسياسة تحديث الحياة وتنميتها، وخاصة بعد الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للحاق بركب الانسانية.
المحادثات الهاتفية
في السياق ذاته أوضحت دراسة جديدة أن تزويد المتحدثين بالهاتف الخلوي مع سائق بإطلالة على السائق والطريق الذي أمامه ربما يحد من تشتيت الهاتف لانتباه السائق. واستخدم الباحثون جهاز محاكاة للقيادة وهواتف مزودة بالفيديو لبحث كيف يمكن لشريك المحادثة مع السائق - سواء عبر الهاتف أو في السيارة - أن يؤثر على السلامة على الطريق.
ففي أي وقت من الأوقات هناك نحو خمسة بالمئة من السائقين في الولايات المتحدة يستخدمون هواتفهم الخلوية ولكن هذه الأجهزة يستشهد بها كسبب لتشتيت الانتباه في 18 بالمئة من الحوادث كما يقول معدو الدراسة. وقال آرثر كرامر الذي اشرف على الدراسة وهو مدير معهد بيكمان بجامعة ايلينوي في اربانا شامبين "منذ عدد من السنوات ونحن نفكر في كيف يمكن لنا أن نجعل من شريك المحادثة عبر الهاتف الخلوي - وهو الشخص الذي يتحدث إلى سائق ربما يستخدم الهاتف الخلوي عبر سماعة خارجية بشكل قانوني - أشبه بالراكب إلى حد أكبر." وأضاف "لأننا نعرف أن الغالبية العظمى من الدراسات تشير إلى أن الركاب وعلى الأقل البالغين منهم الذين يجيدون القيادة يميلون إلى أن يكونوا مفيدين للسائق لأنهم عيون أخرى وعيون متمرسة."
وقال كرامر إنه وزملاءه يعتقدون أنه قد يكون من المثير للاهتمام أن يتاح لشريك المحادثة سواء في المنزل أو في مكان آخر معلومات مماثلة لتلك التي تتاح للراكب الذي يجلس في السيارة باستخدام هاتف ذكي يمكنه العمل بالفيديو. واجرى كرامر وفريقه هذه الدراسة لمعرفة ما إذا كانت معلومات الفيديو يمكن أن تجعل شريك المحادثة أشبه بالراكب. واستعان فريق البحث بثمانية وأربعين طالبا بالجامعات ممن لديهم خبرة عامين أو أكثر في القيادة ووضع أربعة احتمالات للقيادة وهي: السائق بمفرده في جهاز المحاكاة وسائق يتحدث إلى راكب كان أيضا في المحاكاة والسائق يتحدث عبر هاتف خلوي بسماعة خارجية إلى شخص في مكان مختلف والسائق يتحدث بالهاتف الخلوي بسماعة خارجية إلى شخص يمكنه أن يرى السائق ومشهد القيادة خارج الزجاج الأمامي عبر هاتف بالفيديو. بحسب رويترز.
ووجدت الدراسة أن مخاطر الاصطدام زادت ثلاثة أمثال بسبب المحادثة العادية عبر هاتف خلوي مقارنة مع القيادة وحدها وتضاعفت المخاطر بالمقارنة مع القيادة في وجود راكب أو التحدث عبر الهاتف إلى شخص يمكنه أن يرى السائق والطريق أمامه. وهذه الدراسة مجرد محاكاة ولذلك فمن غير الواضح كيف ستؤثر التكنولوجيا على السائقين في الواقع.
شرطة من الكرتون
من جانب اخر تجرب شرطة مدينة بنغالور الهندية وسيلة جديدة للحد من مخالفات قوانين السير تقضي بنصب عناصر من الشرطة من الكرتون على حافة الطرقات بغية إيهام السائقين بأنهم دوما بمرصاد قوى الأمن. وقد ارتفع عدد ضحايا حوادث السير بصورة ملحوظة في الهند، على الرغم من نسبة السيارات المنخفضة في البلاد. ويعزى هذا الوضع إلى تقصير في تطبيق القوانين ونقص في تدريب السائقين على قوانين السير، بالإضافة إلى سوء حال الطرقات. وقد باتت الهند بالتالي من البلدان التي تسجل أعلى نسبة من ضحايا حوادث السير في العالم.
ومن شأن عدد كبير من السائقين في الهند الامتثال لقوانين السير، في حال ظنوا أن قوى الأمن تراقبهم باستمرار، لكنه يتعذر على افراد الشرطة التواجد على الطرقات جميعها، على ما شرح ما سليم كبار المسؤولين في الشرطة. وقال إن "السائقين لا يحترمون قوانين السير في غياب قوى الأمن في المدن الهندية الكبيرة"، مضيفا، على سبيل المزاح، إن "هؤلاء الشرطيين جد فعالين وهم أيضا يعملون سبعة أيام في الأسبوع". بحسب فرانس برس.
وتلجأ بلدان كثيرة، من قبيل بريطانيا وبلدان أميركا الشمالية، إلى هذا التكتيك، لتفادي المخالفات البسيطة. لكنها المرة الأولى التي تطبق فيها هذه الاستراتيجية في مدينة هندية، على حد قول ما سليم. وقد تم نصب ثلاثة شرطيين من كرتون في الطرقات الرئيسية في المدينة، وقد سرق أحدهم ، لكن عملية السرقة هذه لم تثبط همة الشرطة التي تعتزم إيفاد 10 من عناصرها الكرتونية إلى الطرقات.
تصوير مرتكبي المخالفات
على صعيد متصل سلاح جديد لمكافحة حالة الفوضى المرورية في العاصمة الاندونيسية جاكرتا سيصبح في متناول قائدي السيارات الملتزمين قريبا. فقد كشفت شرطة المرور في العاصمة الاندونيسية جاكرتا وهي واحدة من أكبر مدن العالم وأكثرها ازدحاما عن موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت سينشر من خلاله السكان صورا لفضح ورصد من يرتكبون مخالفات مرورية. وقال ريكوانتو المتحدث باسم شرطة العاصمة "في جاكرتا هناك أعداد كبيرة جدا من الذين يخالفون قوانين المرور ويسببون مضايقات للاخرين. اذا شارك المجتمع في تعريفنا بالمخالفين نعتقد ان هذه ستكون طريقة جيدة لمعالجة المشكلة."
والقانون الوحيد السائد في طرق جاكرتا هو تفادي الاختناقات المرورية للسيارات والدراجات النارية بأي طريقة حتى لو تطلب ذلك اختراق المسارات المخصصة للحافلات والارصفة بل أيضا الجسور المخصصة للمشاة. وفي مسعى لحل المشكلة المرورية المزمنة حظرت جاكرتا قبل عام مرور السيارات التي تقل أقل من ثلاثة ركاب في الطرق الرئيسية للعاصمة الاندونيسية وقت الذروة ولم تفلح المحاولة.
وتحايل قادة السيارات على القانون بدفع 15 الف روبية (1.26 دولار) لاي شخص يسعى للتكسب وهم كثيرون في شوارع جاكرتا للقيام بدور الراكب الاضافي حتى لا يدفع قائد السيارة الغرامة وهي ثلاثة أمثال ما يدفعه لاستئجار راكب اضافي. وحذرت السلطات الاندونيسية من ان الاحوال المرورية في العاصمة التي يقطنها عشرة ملايين نسمة لن تتحسن بل قد تسوء مع بدء تشغيل نظام جديد للسكك الحديدية مع بداية العام وذلك بعد مرور 20 عاما على اقتراح المشروع. بحسب رويترز.
وأخيرا طبقت شرطة المرور قانونا صدر عام 2009 لتغريم من يخترق المسارات المخصصة للحافلات وتصل الغرامة على قادة الدراجات النارية إلى 500 ألف روبية وعلى السيارات مليون روبية. وتأمل الشرطة الاستفادة من غضب الرأي العام من الاحوال المرورية في جاكرتا وولع سكان العاصمة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المساعدة على حل المشكلة المزمنة. وسكان العاصمة الاندونيسية من أكثر سكان العالم استخداما لموقع تويتر ويقول محللون إن السبب يرجع إلى الساعات الطويلة التي يقضيها قادة السيارات وهم محاصرون وسط الاختناقات المرورية فيتصبرون بالدخول على الإنترنت.
السيارات الناطقة
الى جانب ذلك قال وزير النقل الأمريكي راي لحود ان السيارات "الناطقة" التي تنبه بعضها البعض لتفادي وقوع حادث سير او اختناقات مرورية ويجري اختبارها الآن في الولايات المتحدة ستنقذ الكثير من الارواح لكن التكلفة هي التي ستحدد مدى اقبال المستهلك على هذه التكنولوجيا الجديدة. وقال لحود في مؤتمر له صلة بالسيارات في ولاية ميشيجان "هذه بالقطع سيارات آمنة أكثر. لكن ما هي التكلفة؟ بالنسبة لي هذا هو الفيصل. الامان له ثمنه وعلينا نحن ان نحدد هذا الثمن."
وأحجم الوزير المنتهية ولايته عن اعطاء تقدير لتكلفة هذه التكنولوجيا التي تتواصل من خلالها السيارات ببعضها البعض والبنية التحتية التي تحتاجها لتجذب قطاعا واسعا من المستهلكين. وقال لحود خلال مؤتمر لمعهد أبحاث النقل في ميشيجان "شركات صناعة السيارات هي التي ستساعدنا على معرفة التكلفة." ومنذ اغسطس آب الماضي يختبر مسؤولون أمريكيون اسطولا من السيارات الناطقة في آن اربور يمكن ان تساعد قادة السيارات على تفادي الحوادث والاختناقات المرورية. بحسب رويترز.
وزودت وزارة النقل الأمريكية وجامعة ميشيجان نحو 3000 عربة وشاحنة وحافلة ودراجة نارية بالنظام اللاسلكي الذي يرصد سرعة ومواقع العربات الاخرى ويحذر قادة السيارات من اي اختناقات ويغير الاشارات الضوئية من الاحمر الى الاخضر. وقال منظمون أمريكيون إن الاتصال بين السيارات قد يساعد على تفادي او تقليص شدة أربعة من بين كل خمسة حوادث.
تخفيض السرعة
على صعيد متصل فمن المرتقب أن تتدنى السرعة القصوى المسموح بها على طرقات نيويورك من 48 إلى 40 كيلومترا في الساعة وقد أطلقت حملة واسعة النطاق لإعلام السائقين بهذا التدبير الذي سيدخل حيز التنفيذ. وستصبح السرعة القصوى المعتمدة في أكبر مدينة أميركية 40 كيلومترا في الساعة الواحدة، ما خلا في الحالات التي يسمح فيها بغير ذلك، مع العلم أن الحدود الحالية اعتمدت في العام 1964.
وشرحت السلطات أنها تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز سلامة الطرقات للمشاة والسائقين وركاب الدراجات الهوائية بهدف التخفيض قدر المستطاع من الوفيات الناجمة عن حوادث السير. وينخفض خطر الوفاة الى النصف عند الشخص الذي تصدمه سيارة تسير بسرعة 40 كيلومترا في الساعة، بالمقارنة مع تلك التي تسير بسرعة 48 كيلومترا في الساعة، وفق ما أكدت البلدية. بحسب فرانس برس.
وتوزع وزارة النقل في نيويورك منشورات لإعلام السكان بالتدبير الجديد وهي قد أطلقت أيضا حملة واسعة النطاق على محطات الراديو ومواقع التواصل الاجتماعي. وبحسب الوزارة، يعزى ربع حوادث السير التي وقعت في نيويورك العام الماضي وأودت بحياة 178 شخصا إلى سرعة فائقة. وقد وضع بيل دي بلازيو رئيس بلدية نيويورك تخفيض حوادث السير في صلب أولوياته وهو رفع الغرامات المفروضة على تخطي السرعة المسموح بها بنسبة 36 % بالمقارنة مع العام الماضي لتصل إلى ما يناهز 90 دولارا.
الطرق في اوكرانيا
من جهة أخرى وحين بدأ الجليد يذوب مع مقدم الربيع في أوكرانيا تكشفت شقوق جديدة وحفر في الطرق وتجمع مئات من ملاك السيارات أمام مبنى حكومي وهم يحملون أشياء لا تخطر على بال من بينها مخفف صدمات ومصدات مكسورة واطارات معطوبة. وضعوا كل هذه الاشياء كمن يضع اكاليل الزهور على القبور أمام مبنى هيئة الطرق مطالبين الحكومة باصلاح سريع للطرق والا طالبوها بتعويضات.
والى حد كبير تعكس مشكلة الطرق في أوكرانيا أزمتها السياسية والاقتصادية بعد مرور أكثر من 20 عاما على انهيار الاتحاد السوفيتي. ويلقي معظم قادة السيارات اللوم على الحكومة في مشكلة الطرق المزمنة التي تضطرهم الى ان يتحملوا هم وسياراتهم صدمات قوية كلما اجتازوا حفرة او نتوءا في الاسفلت او ان يلتفوا حولها بسرعة وهو ما قد يعرضهم لمخاطر مرورية.
وواقع الحال يقول ان الحكومة الاوكرانية تنفق على الطرق. وتستنزف هيئة الطرق التي تديرها الدولة مليارات الدولارات سنويا مثلها مثل الدعم الحكومي لقطاعي الطاقة والخدمات. لكن معظم هذه المبالغ يبتلعها الفساد وسوء أوجه الانفاق واللجوء الى اصلاحات قصيرة المدى بحيث لا تجد الحكومة خيارا أمامها سوى زيادة الضرائب لتغطية النفقات او ان تترك الطرق تنهار. انه واحد من عدد من القرارات الصعبة التي تحتاج الحكومة اتخاذها لتفادي الوقوع في شرك الدين بعد ان ارتفع الدين العام في مارس آذار الى 67.4 مليار دولار من 60.5 مليار دولار قبل عام.
وتشهد أوكرانيا احتجاجات أضخم بشكل متكرر حيث تتهم المعارضة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بتشجيع القضاء على سجن خصومه مثل منافسته ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو والاخفاق في تحقيق هدف الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وتجري أوكرانيا محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض قيمته 15 مليار دولار لمساعدتها على دفع خدمة الديون الاجنبية التي تصل الى نحو تسعة مليارات دولار واجبة الدفع هذا العام. بحسب رويترز.
ويحث الصندوق كييف على رفع اسعار الغاز وزيت التدفئة المدعومين بشكل كبير لخفض العجز في ميزانيتها وهو شيء تحجم الحكومة عن فعله لان هذه الخطوة ستفقدها تأييد الناخبين. وشهدت أوكرانيا أضخم احتجاجات ضد حكم يانوكوفيتش في اواخر عام 2011 حين فرضت الحكومة قانون ضرائب جديدا ادى الى زيادة الضرائب بشكل فعلي على الملايين من رجال الاعمال.
حوادث مختلفة
وفي هذا الشأن فقد قتل 16 طفلا ومعلمة وجرح سبعة اطفال آخرين في حريق اتى على حافلة مدرسية في وسط باكستان، بحسب الشرطة. وكانت الحافلة تقل 24 طفلا الى مدرسة خاصة في غوجرات على بعد 112 كلم (70 ميلا) شمال لاهور (شرق)، عندما اندلع فيها حريق بحسب ما صرح قائد الشرطة المحلية دار علي خطاك. وتابع المسؤول "اندلع الحريق في الحافلة عندما كان الاطفال على بعد بضعة كيلومترات من مدرستهم".
وتسببت شرارة على ما يبدو في اندلاع الحريق في الحافلة التي تعمل بنوعين من الوقود عندما نقل السائق عمل المحرك من الغاز الى البنزين، حسب المسؤول نفسه الذي اضاف ان خزان الغاز غير متضرر. وقال المسؤول ان الاطفال تتراوح اعمارهم بين خمسة اعوام و15 عاما، مضيفا ان معلمة توفيت جراء الحريق. وقال عابد خان وهو ايضا مسؤول في الشرطة ان السائق هرب بعد اندلاع الحريق.
واعلن مسؤولون في المستشفى ان خمسة من المصابين بجروح حالهم خطرة. وغالبية السيارات في باكستان ذات محرك يعمل على البنزين والغاز الطبيعي. وباكستان هي صاحبة حصيلة من الاسوأ لحوادث السير القاتلة عالميا وذلك بسبب سوء حال الطرقات والصيانة السيئة للسيارات والقيادة المتهورة.
الى جانب ذلك لقي 16 من الزوار العراقيين مصرعهم في حادث سير تعرضت له حافلتهم غرب ايران فيما اصيب 20 اخرون بجروح كما افادت وكالة الانباء الطلابية الايرانية. وقال مسؤول في الشرطة في محافظة لورستان غرب ايران ان "الحادث وقع ويبدو ان السائق غرق في النوم ما تسبب بالحادث. وقتل 16 عراقيا واصيب 20 اخرون وبعضهم في حالة خطيرة". ويتوجه العديد من العراقيين لزيارة المواقع المقدسة في ايران لا سيما مدينتي قم ومشهد المقدستين لدى الشيعة.
وفي وقت سابق قتل 44 شخصا واصيب 39 اخرون في تصادم حافلتين اندلعت فيهما النيران لاحقا على الطريق السريع بين قم وطهران. وكان ذلك الحادث الاخطر الذي يسجل في ايران في السنوات الماضية. والطرقات الايرانية تعتبر بين الاخطر في العالم. ويلقى 20 الف شخص مصرعهم سنويا على طرقات هذا البلد الذي يبلغ عدد السيارات فيه 17 مليونا وسكانه 75 مليون نسمة. ورغم العدد الكبير من حوادث السير تؤكد السلطات الايرانية ان الحوادث التي تسفر عن ضحايا تراجعت في السنوات الماضية لان الشرطة تلزم التقيد بقوانين السير. بحسب رويترز.
على صعيد متصل أظهرت دراسة إحصائية حديثة أن أكثر من نصف قتلى السعودية في حوادث المرور يقعون في دائرة وزارة التربية والتعليم بنسبة 57% من الضحايا. وذكرت صحيفة "الوطن" السعودية على موقعها الإلكتروني أن دراسة أجراها ثلاثة باحثين من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وهم عصام حسن كوثر، وخالد منصور الشعيبي، وياسر عبد الحميد الخطيب، أظهرت أن المعلمين والمعلمات يشكلون 35% من نسبة القتلى في الحوادث المرورية فيما يشكل الطلاب 22%. ورأت الدراسة أن ذلك يعكس طبيعة عمل المعلمين "ذكوراً وإناثاً"، وما يتطلبه من تنقل إلى مناطق نائية تكون الطرق إليها غير آمنة.
وتقدر التكاليف الشاملة لوفيات الحوادث المرورية بحوالي 79 ملياراً و920 مليون ريال، في حين يقدر إجمالي تكاليف علاج الإصابات البسيطة بحوالي 170 مليوناً، وإجمالي تكاليف علاج الإصابات الخطيرة بحوالي 135 مليوناً، وتكاليف الإضرار بالممتلكات "السيارات" بحوالي 6 مليارات و944 مليوناً.
سقوط حافلة
من جهة اخرى قال مسؤولون إن 43 شخصا على الاقل قتلوا واصيب عشرات بجروح عندما انحرفت حافلة عن مسارها في منحى على طريق سريع بمنطقة ريفية في جواتيمالا لتهوي من ارتفاع 200 متر إلي نهر في قاع واد ضيق عميق. وقال عمال انقاذ ان الحافلة التي هوت على مسافة حوالي 60 كيلومترا شمال غربي جواتيمالا سيتي تحطمت ونقل اكثر من 40 شخصا الي مستشفيات للعلاج.
ولم يتوصل المحققون حتى الان الي سبب الحادث او الوجهة النهائية للحافلة التي كانت متجهة جنوبا الي العاصمة جواتيمالا سيتي. وقال عمال انقاذ ان الاحوال الجوية كانت جافة ومشمسة في معظمها وان من المرجح ان الحافلة كانت تقل عددا اكبر كثيرا من سعتها. وقال احد عمال الانقاذ في الموقع ان 38 شخصا توفوا في الحال من بينهم ستة اطفال و12 امرأة. واضاف ان خمسة اخرين توفوا في المستشفى. بحسب رويترز.
وقالت محطات تلفزيونية محلية ان كثيرين من ركاب الحافلة هم باعة كانوا في طريقهم لبيع منتجاتهم الزراعية في السوق. وأعلنت الحكومة الحداد في البلاد لثلاثة ايام. وكان 53 شخصا قتلوا في حادث مماثل لسقوط حافلة مزدحمة بعد انحرافها عن طريق سريع على بعد حوالي 65 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة في 2008.
الأطفال في الولايات المتحدة
على صعيد متصل انخفض عدد الأطفال دون الثانية عشرة من العمر الذين لقوا حتفهم في حوادث سير بنسبة 43 % بين العامين 2002 و2011 في الولايات المتحدة، بحسب إحصاءات فدرالية. وبالرغم من هذا الانخفاض الملحوظ المسجل في خلال 10 سنوات، أودت حوادث السير بحياة 9 آلاف طفل خلال تلك الفترة، بحسب هذه الدراسة التي أجرتها مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).
وقد سلطت هذه الدراسة الضوء على التفاوت في عدد ضحايا حوادث السير القائم على العرق والطبقة الاجتماعية. فاحتمال عدم ربط حزام الأمان هو أكبر عند الأطفال السود ومن اصول اميركية لاتينية، ما يؤدي إلى ارتفاع خطر الوفاة من جراء حوادث سير. وقد كشفت دراسات أن أفضل طريقة لإنقاذ الأرواح وتفادي الإصابات هي استخدام حزام ألامان ومقاعد مخصصة للأطفال في السيارات. بحسب فرانس برس.
غير أن تقريرا أظهر أن تقريبا نصف الأطفال السود (45 %) ومن ذوي الأصول الأميركية اللاتينية (46 %) الذين ماتوا في حوادث سير بين العامين 2009 و 2010 لم يكونوا مربوطين بأحزمة أمان، في مقابل 26 % من الاطفال البيض. واستند هذا التقرير إلى دراسة سابقة أيضا أظهرت أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا في حوادث سير انخفض بنسبة 17 % في الولايات الأميركية الخمس التي شددت القوانين الخاصة بمقاعد الأطفال في السيارات. وقال الطبيب توم فريدن مدير مراكز "سي دي سي" إنه "ينبغي ألا يموت أي طفل في حادث سير لأنه لم يكن مربوطا بحزام أمان، وبالرغم من ذلك يموت المئات كل سنة في الولايات المتحدة".
نقلا عن شبكة النبأ